التدوينات

التعليم عن بعد بين المزايا والعيوب .. 5 إيجابيات تعود على الطلبة

التعليم عن بُعد أو ما يعرف بـ Distance Learning))، هو وسيلة تعليمية حديثة النشأة تهدف إلى تقديم التعليم من داخل المؤسسة التعليمة إلى المتعلم في أي مكان كان. وتعد المرونة أحد أهم إيجابيات التعليم عن بعد حيث أنه يتيح للطالب التعلم في أي وقت وأي مكان. وفي الوقت الذي تعاني منه دول العالم حالياً من جائحة كورونا والتي أعاقت العملية التعليمية التقليدية وحالت دون حضور الطلبة إلى المدارس أو الجامعات، اضطرت دول العالم إلى تطبيق نظام التعليم عن بعد لتيسير العملية التعليمية والمحافظة على استمرارها مع الحفاظ على سلامة الطلبة والمعلمين.

 

نشأة التعليم عن بعد

ظهرت فكرة التعليم عن بُعد في نهايات السبعينات من القرن الحالي بواسطة الجامعات الأوروبية والأمريكية؛ حيث كانت ترسل البرنامج التعليمي للطلبة بواسطة البريد، وكانت تتمثل حينها بالكتب، وشرائط التسجيل، والفيديوهات؛ لتقدم شرحاً وافياً حول المناهج التعليمية، وكان الطلبة يندمجون مع هذا النمط التعليمي، ويلتزمون بما يوكل إليهم من فروض وواجبات، ولكن تشترط الجامعات على طلبتها القدوم إلى الحرم الجامعي في موعد الاختبارات النهائية.

 

يتميز نظام التعليم عن بعد والتعليم الإلكتروني على عدد من الإيجابيات، إليكم أبرز 5 إيجابيات:

 

أولاً: إدارة الوقت

يتحلى طلاب أنظمة التعلم عن بعد بمهارة عالية في تنظيم الوقت، وخبرة كافية لتحديد الوقت التي تحتاجه الدروس والواجبات، ويمكن أن يتحقق هذا العنصر من خلال:

  • التخطيط المسبق
  • اختيار المكان المناسب
  • أخذ قسط من الراحة
  • خلق التوازن بين الأولويات المختلفة
  • تجنب تعدد المهام في وقت واحد
  • الابتعاد عن مصادر الإلهاء أثناء الدراسة

 

ثانياً: تطوير مهارات الطلاب الفكرية

أثبتت الدراسات أن طلاب أنظمة التعلم عن بعد يتمتعون بمهارات فكرية عالية، وقدرة على التوصل للحلول في أسرع وقتٍ ممكن بالمقارنة مع طلاب التعليم النظامي، إذ عند مواجهتهم لأي مشكلة متعلقة بالمنهاج يتبع الطلاب شتى الطرق ويستعينون بمختلف الوسائل للوصول إلى الحل، مما يدعم لديهم مهارات التفكير.

 

ثالثاً: تعزيز الانضباط الذاتي

وهو يعني ضبط النفس والقدرة على الالتزام بما يرغب الفرد بتحقيقه، إذ إنّ التعليم عن بُعد يفتقر للمحفز المباشر وهو المعلم، حيث تكمن أهمية التحفيز الذاتي في مساعدة الطالب على تحسين قدرته على تحفيز نفسه لإنجاز المهمات المُوكلة إليه، وتجدر الإشارة إلى أنّها ميزة تجعل الطالب متميزًا في عمله مستقبلًا.

 

رابعاً: رفع مستوى المهارات المهنية

يُساعد التعليم عن بعد الطلاب على رفع وتنمية المهارات المهنية لديهم، وذلك من خلال إتاحة الفرصة لهم بأخذ الدوارت التدريبية المتنوعة إلى جانب التعليم الالكتروني، كما أنها فرصة جيدة للطلاب الأكبر سنًا للبحث عن فرصة عمل مناسبة إلى جانب التعلّم من خلال التنسيق بينهما.

 

خامساً: تقليل الفروقات الفردية

يُقلل التعليم عن بعد من الفروقات الفردية بين المُتدربين، وذلك من خلال وضع المصادر التعليمية المتنوعة بين يدي المُتعلم، بالإضافة إلى تقديم الدعم الكامل للمؤسسات التدريبية بكل ما تحتاجه لتنتج تعليماً فعالاً من وسائط وتقنيات تعليم.

 

مميزات التعليم عن بعد

  1. الملائمة: يناسب كافة الأفراد سواء كان محاضراً أو طالباً.
  2. التأثير: التقنيات المستخدمة في التعليم عن بعد تجعله يمتاز بتركه تأثيراً وفاعلية أكثر من نظام التعليم التقليدي لدى المتعلم.
  3. المرونة: تتمثل بإتاحة المجال والخيارات أمام المتعلم وفقاً لرغبته في المشاركة، ومن أبرز مظاهر المرونة:
    • إمكانية جدولة الحصص التعليمية للطالب والمعلم حسب الظروف التي تُناسب كلّاً منهم خلال اليوم.
    • إتاحة فرصة مساعدة الآباء لأبنائهم في عملية التعليم في الوقت الذي يُناسبهم.
    • إتاحة الفرصة للطالب للدراسة بالطريقة التي تُناسبه، إذ يُمكن للطالب تكرار الدروس كما يشاء؛ وذلك لأنّ قدرات الطلاب الاستيعابية متفاوتة.

 

التعليم عن بعد في الإمارات

تولي دولة الإمارات العربية المتحدة اهتماماً بالغاً بالنظام التعليمي، ويعد نظام التعليم أحد أهم الاستراتيجيات التي تسعى القيادة الرشيدة في الدولة إلى تطويرها والاهتمام بها، وذلك من خلال تسخير كافة الإمكانيات اللازمة لتوفير بيئة تعليمية رفيعة المستوى لكافة الطلبة وتحدي جميع العقبات والتحديات التي يمكن أن تعرقل سير العملية التعليمية.

وبالرغم من جائحة كورونا والصعوبات التي فرضتها على نظام التعليم، إلا أن دولة الإمارات بذلت جهوداً مكثفة وكانت من الدول السباقة في تفعيل نظام التعلم عن بعد حرصاً منها على سلامة المواطنين والمقيمين والذي لاقى نجاحاً باهراً.  

حقوق الطبع والنشر © 2024 جامعة العين . جميع الحقوق محفوظة.